لا بد ان الشعب السوداني نسي ما خلفه البرهان من ألم لهم من خلال حرمانهم من حقهم في العيش في كنف الديمقراطية إبان حكم حمدوك، عندما قاد انقلابا ضد الحكومة المدنية في 25 من شهر أكتوبر 2021 وحل المجلس السيادي ليعلن أنه سيتولى أمور الحكم في البلاد لأجل غير مسمى، كما كان السبب في قتل المتظاهرين الذين خرجوا يعبرون آنذاك عن سخطهم من الإنقلاب، بالإضافة إلى تسببه في تدني مستوى المعيشة وإغراق البلاد في وحل الأزمات، بسبب العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على السودان ردا على الإنقلاب.
كما أن الأهداف الحقيقة التي دفعت به في 15 من شهر أبريل الفارط لإشعال شرارة الحرب بمهاجمة مقار قوات الدعم السريع وإدخال البلد في حرب أهلية تكمن في تشبثه بالسلطة وعدم تسليمها لحكومة مدنية، فمن اطلع على الأحداث التي سبقت الحرب الراهنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سيفهم سريعا أن البرهان لم تكن لديه نية بتسليم الحكم للمدنيين، واختلق عذر التسريع بدمج قوات الدعم السريع في الجيش لينفذ مخططه بالإنقلاب مرة أخرى على قرار تعيين حكومة مدنية في البلاد والتي كان الإتفاق الإطاري أساسا لها.
ويرى خبراء ومراقبون مختصون بالشأن السوداني أن مصر هي من دعمت البرهان في انقلابه ضد حكومة حمدوك وهي من دعمته في حربه الراهنة ضد قوات الدعم السريع، لأنها بذلك تحمي مصالحها، فبقاء البرهان في الحكم يعني الحفاظ على الإمتيازات التي تحصلت عليها من قبل من خلال الإتفاقية العسكرية التي وقعها قائدا أركان البلدين في 02 من شهر مارس 2021، والتي منحث الحق لمصر في استعمال قاعدة مروي الجوية بصفة دائمة، وكذا بناء قاعدتين عسكريتين في شرق السودان، إضافة إلى الإعتراف بسيادتها على حلايب وشلاتين، وكل هذا مقابل دعمها العسكري للبرهان وترسيخه في هرم السلطة.
كما أضاف الخبراء أن البرهان لن يسمح لحكومة مدنية بتولي زمام الأمور في البلاد، لأنه ببقاءه في السلطة فهو يحمي إمبراطورية الأموال التي بناها هو وعصبة الجنرالات الموالين له والمتمثلة في شركات التصنيع الحربي التابعة للمؤسسة العسكرية، والتي كان حمدوك يسعى جاهدا لإنتزاعها من أيدي البرهان وعصبته وتحويلها لوزراة المالية.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 5 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 6