يعتبر العديد من المحللين السياسيين والخبراء ما يحدث الآن في السودان بالإنقلاب الثاني للبرهان على الديمقراطية، حيث كان الإنقلاب الأول مباشرا ضد حكومة عبد الله حمدوك، وذلك بحل مجلس السيادة الإنتقالي وتحييد المكون المدني مع وضع رئيس وزراء السودان آنذاك عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية، وأما هذا فيعده الخبراء السياسيون انقلابا على محاولة ترسيخ الديمقراطية في البلاد، وذلك من خلال تذرعه بقضية دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني رغم أن قائد قوات الدعم السريع حميدتي أكد لجميع أطراف الإتفاق الإطاري أنه على استعداد لدمج قواته في قوات الجيش وأنه يساند فكرة إبعاد الجيش والدعم السريع عن الحياة السياسية، وبعد أن رأى البرهان أن كل الطرق مفتوحة أمام تكوين حكومة مدنية وأنه لا حجة له بمنع ذلك، باشر بمهاجمة قوات الدعم السريع على السادسة صباحا يوم الخامس عشر من شهر أبريل الفارط، وهو ما ترتب عنه اندلاع صراع عسكري أسفر عن سقوط أكثر من 457 قتيل مدني وتحويل البلاد إلى دمار كبير.
وقد علق المحلل السياسي الدكتور عبد الواحد عثمان طه على هذا الموضوع قائلا بأن البرهان كان يحضر لمثل هذا الإنقلاب من قبل، فكل التقارير الإخبارية التي نشرتها صحف أمريكية وفرنسية على غرار “وول ستريت جورنال” الأمريكية و”لوموند” الفرنسية تقول أنه كان ينسق مع دول إقليمية مخطط الإنقلاب، وكان من قبل قائد الدعم السريع نبه الأطراف المدنية الموقعة على الإتفاق الإطاري من خطورة الوضع وما يسعى إليه البرهان من خلال تشبثه بالسلطة، معطيا مثالا على ذلك بما قام به في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2021، والذي نسف بأحلام الشعب السوداني في حقهم في العيش تحت ظل ديمقراطية الحكم.
إن قصف البرهان للعاصمة بالطيران الحربي يؤكد بأنه يمكن أن يضحي بكامل الشعب السوداني في مقابل أن يبقى على كرسي الحكم في السودان، فحتى البشير لم يقم بقصف الخرطوم بالطائرات الحربية رغم ديكتاوتوريته.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 5 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 6