عبد اللطيف خلف الله أحمد يكتب…من قضارف الخير سلام لاهل الحضارات

لم يكن اليوم عاديا والسماء تجود العطاء مع اشراقات الصباح التى اعتاد عليها اهل الزراعة وهم يغدون يحملون الحب للأرض لتخرج عليهم حبا طيبا اكله ، هكذا بدأت لوحة هذا اليوم عندما خرج اهل القضارف بكل قطاعاتهم وقياداتهم يتقدمهم والى القضارف الاستاذ محمد عبدالرحمن محجوب متوجهين صوب إقليم الازرق الذى لم يكن كما كان فى أعقاب الاحداث التى اشفقت عليها السماء لتتوارى حبات الغيث خجلا مما لحق بهذه الأرض المعطاء فحقا لها وهى تمثل أرض الحضارات والممالك الدينية التى لا تعرف الفرقة والشتات ، والتى سادت فيها كل معانى الأخوة الصادقة فانصهرت فيها كل أشكال القبلية والجهوية لتكون قبيلة النيل الازرق لتندرج تحت انا سودانى ،.

بدأت الرحلة مع القافلة التى تحمل مساهمات اهل القضارف الذين جبلوا على الخير فحببهم الله إلى ذلك ، مضى الركب مع هذا العطاء ليرسم لوحة اهل القضارف عندما يتسابقون فى إغاثة الملهوف فتدافعت كل الفعاليات تحمل خير أم بشار بقدوم الخريف فما بقى منهم احد الا جاء حاملا الزاد ومن قبل ذلك كانت النوايا تسبق العمل راجين الثواب لتهل عليهم بركات السماء ثوابا من الله عز وجل ..

الخيارى محطة الزاد :
كعادتهم لا يمرون عليها الا وكانت الوقفة لوداع هذه الولاية البتول التى جادت بخيرها لكل الناس ، عندها شكلوا لوحة جمالية بالوان الطيف فالكل هنا يحمل أجمل الصفات واجلها ليعكس ذلك الجمال على أهله الطيبين من اهل النيل الازرق ، جاءت الوقفة عند البياح ملوحين بالتلاقى بعد ان تتحقق الأهداف ليلتئم الجميع بالنيل الأزرق تحت راية السلام وعودة الحياة كما كانت فتنقشع السحب العالقة التى لم تأت بالغيث حزنا على ما فعل بها أهلها ..

الجزيرة محطة ثانية للمبادرات :
حط اهل العقد والحل الرحال عند الجزيرة لترتوى الفكرة بعمق فتجود قريحة القوم بالإعلان عن قيام مؤتمر للادارة الاهلية تحتضنه صرة السودان ودمدنى حاضرة الجزيرة لتصبح الفكرة درسا يستفاد منه فى بناء الدولة التى تحتكم إلى الحكماء من أبناء هذا الوطن عبر الادارة الاهلية والمكونات المجتمعية التى ارتوت من الفكر والحل والعقد من النيل الذى يربط هذا العمق الديمغرافى .

الرواقة السنارية تاريخ الأرض السمراء :
فى سنجة كان الاستقبال لأهل الشرق يحكى عظمة هذا التاريخ لتبدأ رحلة الحل من الرواقة السنارية التى عرفت عبر سجلها التاريخي بحكمتها ورجالها الذين خبروا قيادة وبناء الدولة السودانية فتكاملت الأفكار والاراء مع حكمة الادارة الاهلية لأهل القضارف الذين يمثلون لوحة السودان الذي يضم الجميع كيف لا ؟ وهم من استطاعوا ان يطوعوا التعدد إلى بناء المجتمع المثالي ضاربين بذلك أروع الأمثال عند الملمات والمصالحات المجتمعية ، نعم كانت ساعات قليلة ولكنها حملت الكثير من الزاد حول البناء الوطنى الذى تحمله القضارف لكل اهل السودان …
النيل الازرق لمحة من تاريخ الوطن العريض :
الأشجار والمياه الممتدة على طول الطريق إلى مدينة الدمازين حاضرة النيل الازرق تلفت الانظار وتسامرك أصوات الطيور ان اخذت قسطا من الراحة وانت تدخل إلى إقليم تتوجس فيه اللحظات والكلمات خيفة ورهبة ورغبة فى معرفة ما الذى دهى هذه البقعة من أرض السودان الذى يتمدد حيث الانسانية ، ولكن يبدو أن الوقت والزمن ولا المكان واقع يمكن معايشته لما لحق بهذه الأرض المعطاءة ، فماذا اصاب القوم وهم يرفلون فى نعم الله التى جاد بها على عباده من أبناء المنطقة ، نعم جاءت رموز وقيادات القضارف وهم يتوشحون ثوب السلام وتعزيز السلم الاجتماعى ، .

جاء الاستقبال من قبل أبناء الازرق بذات الطلعة البهية التى تعلو جباههم كما أشجار الصنوبر متانة وارتفاعا فالبرغم من الغيمة التى طلت عليهم لكن تكسو ملامحهم التألف والألفة التى عرفوا بها مما يعكس عظمة هذا الشعب العظيم عند المحن ليتجاوز الكل الصغائر متسامين ومترفعين عنها ، جاء حديث الحاكم ونوابه والادارة الاهلية مغايرا لما يتابعه الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى ضخمت من المآلات والالام التى لحقت بهذا النسيج المتفرد الذى يوحى بتماسك النظم والتعايش السلمى ، .

ومع هذه القيادات تنادت قطاعات مجتمع النيل الازرق لتلتحم جموع المواطنين مع أهلهم من أبناء القضارف الذين تربطهم صلات الجيرة والعرق والوطن لتتحول سحابة وغيمة الصيف إلى غيثا يوحى بخريف قادم يحمل البشر والإنتاج لقيادة وطن آمن ومستقر ، فمضت قافلة القضارف بكل محاورها التى لم تقتصر على الدعم المادى بل طالت كل الحراك المجتمعى الذى يعزز من التعايش السلمى وتنقشع تلك العتمة لتطل على الجميع صباحات العوافى من أرض القضارف الى أرض الحضارات والسمر الذين يشكلون حياة النيل الذى يربط الجميع عطاء وحبا ومحبة ،.

هكذا قادت القضارف قيمة التسامح والمحبة بين الناس كعطاء السماء فى عينة الطرفة تبكى على غيمة عبرت لتتنزل غيثا ينفع الناس .